12/05/2010

الممكن والمستحيل



New Page 1



       مقتطفات للشاعر احمد مطر 
          مع تحيات  ابن الوادي

الممكن والمستحيل

لو سقط الثقب من الإبرة!

لو هوت الحفرة في حفرة!

لو سكِرت قنينة خـمره!

لو مات الضِّحك من الحسرة!

لو قص الغيم أظافره

لو أنجبت النسمة صخرة!

فسأؤمن في صحة هذا

وأُقِرُّ وأبصِم بالعشرة.

لكنْ.. لن أؤمن بالمرة

أن بأوطاني أوطانا

وأن بحاكمها أملاً

أن يصبح، يوماً، إنسانا

أو أن بها أدنى فرق

ما بين الكلمة والعورة

أو أن الشعب بها حر

أو أن الحرية.. حرة !


عفو عام
أصدر عفو عام

عن الذين أعدموا ،

بشرط أن يقدموا عريضة استرحام

مغسولة الأقدام ،

غرامة استهلاكهم لطاقة النظام ،

كفالة مقدارها خمسون ألف عام ،

تعهد بأنهم

ليس لهم أرامل ،

ولا لهم ثو ا كل ،

ولا لهم أيتام ،

شهادة التطعيم ضد الجدري ،

قصيدة صينية للبحتري ،



خريطة واضحة لأثر الكلام ،

هذا ومن لم يلتزم بهذه الأحكام

يحكم بالإعدام



بيت الداء

يا شعـبي .. ربَي يهديكْ .

هـذا الوالي ليسَ إلهـاً ..

ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟

أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي

جُـزءٌ من صُنـعِ أياديكْ .

مِـنْ مالكَ تدفعُ أُجـرَتَهُ

وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَـهُ

وَوظيفتُهُ أن يحميكْ

أن يحرِسَ صفـوَ لياليكْ

وإذا أقلَـقَ نومَكَ لِصٌّ

بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !

لقبُ الوالي ( لفظٌ لَبِـقٌ )

مِنْ شِـدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَـهُ

عنـدَ مُناداةِ مواليكْ !

لا يخشى المالِكُ خادِمَـهُ

لا يتوسّـلُ أن يرحَمَـهُ

لا يطلُبُ منـهُ ا لتّبريكْ .

فلِماذا تعلـو، يا هذا،

بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟

ولِماذا تنفُخُ جُثّتـُهُ

حـتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟

ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ ..

حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !

العِلّـةُ ليستْ في الوالـي ..

العِلّـةُ، يا شعبي، فيكْ .

لا بُـدّ لجُثّـةِ مملـوكٍ

أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ

حينَ ترى أجسـادَ ملـوكٍ

تحمِـلُ أرواحَ مماليكْ !


قانون الأسماك

مُـتْ مِـنَ الجـوعِ

عسـى ربُّكَ ألاّ يُطعِمَـكْ .

مُـتْ

وإنّـي مُشفِقٌ

أنْ أظلِـمَ الموتَ

إذا ناشـدتُـهُ أن يرحَمَـكْ !

جائـعٌ ؟!

هَـلْ كُلُّ مَـنْ أغمَـدتَ فيهِـمْ قَلَمكْ

لمْ يسـدّوا نَهَمَـك ؟!

تطلبُ الرّحمـةَ ؟

مِمَّـنْ ؟

أنتَ لـمْ ترحَـمْ بتقريرِكَ

حـتى رَحِمَـكْ !

كُلُّ مَـنْ تشكـو إليهِـمْ

دَُمهـمْ يشكـو فَمَـكْ !

كيفَ تُبـدي نَدَمكْ ؟

سَمَـكاً كُنتمْ

وَمَـنْ لم تلتَهمـهُ التَهَمَـكْ ؟

ذُقْ، إذنْ، طعـمَ قوانيـنِ السّمَـكْ .

هاهـوَ القِرشُ الذي سـوّاكَ طُعْمـاً

حينَ لم يبقَ سِـواكَ استَطْعَمَكْ !

**

مُـتْ .

ولكِـنْ أيُّ مـوتٍ

مُمكِـنٌ أنْ يؤلِمَـَكْ ؟!

أنَـا أدعـو لكَ بالمـوتِ

وأخشى

أن يمـوتَ المـوتُ

لو مَـسَّ دَمـَكْ !


عجائب
إنْ أنَا في وَطَـني

أبصَرتُ حَوْلي وَطَنا

أو أَنَا حاولتُ أنْ أملِكَ رأسي

دونَ أن أدفعَ رأسي ثَمَنا

أو أنا أطلَقتُ شِعـري

دونَ أن أُسجَنَ أو أن يُسجَـنا

أو أنا لم أشهَـدِ النّاسَ

يموتونَ بِطاعـونِ القَلَمْ

أو أنا أبْصَـرتُ (لا) واحِـدَةً

وسْـطَ ملايينِ (نَعَـمْ)

أو أنا شاهَدتُّ فيها سـاكِناً

حرّكَ فيها ساكِنا
أو أنا لمْ ألقَ فيها بَشَـراً مُمتَهَنا

أو أنا عِشْـتُ كريماً مُطمئنّاً آمِنـا

فأنا- لا ريبَ - مجْنـونٌ

و إلاّ ..

فأنا لستُ أنا !







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخر المواضيع