10/12/2010

حوار مع الشيطان الرجيم

New Page 20






حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم

فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب

الى المسجد فقال لي :

عليك ليل طويل فارقد .
  
قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة . 


قال : الأوقات طويلة عريضة . 


قلت : أخشى ذهاب صلاة الجماعة . 


قال : لا تشدد على نفسك في الطاعة .

 
فما قمت حتى طلعت الشمس ..  

 
فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله


أوقات ، وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار .
 
فقلت : أشغلتني عن الدعاء . 

 
قال : دعه إلى المساء . 

 
وعزمت على المتاب ، فقال : تمتع بالشباب !  

 
قلت : أخشى الموت . 

 
قال : عمرك لا يفوت .  

 
وجئت لأحفظ المثاني قال : روّح نفسك بالأغاني .

 
قلت : هي حرام . 

 
قال : لبعض العلماء كلام !  

 
قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة .

 
قال : كلها ضعيفة . 

 
ومرت حسناء فغضضت البصر قال : ماذا في النظر ؟ 

 
قلت : فيه خطر . 

 
قال : تفكر في الجمال فالتفكر حلال . 

 
وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق فقال :


ما سبب هذه السفرة ؟  
 
قلت : لاخذ عمرة . 

 
فقال : ركبت الأخطار بسبب هذا الإعتمار


وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة . 
 
قلت : لابد من إصلاح الأحوال . 

 
قال : الجنة لا تدخل بالأعمال .

 
فلما ذهبت لألقي نصيحة قال :


لا تجر إلى نفسك فضيحة .
 
قلت : هذا نفع العباد . 

 
فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد . 

 
قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟  

 
قال : أجيبك على العام والخاص . 

 
قلت : أحمد بن حنبل ؟  

 
قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل .

 
قلت : فابن تيمية ؟  

 
قال : ضرباته على رأسي باليومية . 

 
قلت : فالبخاري ؟  

 
قال : أحرق بكتابه داري . 

 
قلت : فالحجاج ؟  

 
قال : ليت في الناس ألف حجاج


فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج . 
 
قلت : فرعون ؟  

 
قال : له منا كل نصر وعون . 

 
قلت : فصلاح الدين بطل حطين ؟ 

 
قال : دعه فقد مرغنا بالطين . 

 
قلت : محمد بن عبدالوهاب ؟  

 
قال : أشعل في صدري بدعوته الإلتهاب


وأحرقني بكل شهاب . 
 
قلت : أبوجهل ؟  

 
قال : نحن له أخوة وأهل . 

 
قلت : فأبو لهب ؟  

 
قال : نحن معه أينما ذهب !  

 
قلت : فلينين ؟  

 
قال : ربطناه في النار مع استالين . 

 
قلت : فالمجلات الخليعة ؟  

 
قال : هي لنا شريعة . 

 
قلت : فالدشوش ؟  

 
قال : نجعل الناس بها كالوحوش . 

 
قلت : فالمقاهي ؟  

 
قال : نرحب فيها بكل لاهي .

 
قلت : ما هو ذكركم ؟  

 
قال : الأغاني . 

 
قلت : وعملكم ؟  

 
قال : الأماني . 

 
قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟  

 
قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق . 

 
قلت : فحزب البحث الإشتراكي ؟  

 
قال : قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي .

 
قلت : كيف تضل الناس ؟  

 
قال : بالشهوات والشبهات والملهيات


والأمنيات والأغنيات . 
 
قلت : كيف تضل النساء ؟  

 
قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور


وارتكاب المحظور . 
 
قلت : فكيف تضل العلماء ؟  

 
قال : بحب الظهور والعجب والغرور


وحسد يملأ الصدور . 
 
قلت : كيف تضل العامة ؟  

 
قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة


وما ليس له قيمة . 
 
قلت : فكيف تضل التجار ؟ 

 
قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات


والإسراف في النفقات . 
 
قلت : فكيف تضل الشباب ؟  

 
قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف


بالأحكام وفعل الحرام . 
 
قلت : فما رأيك بدولة اليهود (إسرائيل) ؟ 

 
قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة وإسرائيل دولة حبيبة


ومن القلب قريبة . 
 
قلت : فأبو نواس ؟  

 
قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس . 

 
قلت : فأهل الحداثة ؟  

 
قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة . 

 
قلت : فالعلمانية ؟  

 
قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني


ومن سماهم فقد سماني . 
 
قلت : فما تقول في واشنطن ؟  

 
قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن . 

قلت : فما رأيك في الدعاة ؟  

 
قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني


يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت . 
 
قلت : فما تقول في الصحف ؟  

 
قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار


أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف . 
 
قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟ 

 
قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب


والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم .
 
قلت : فما فعلت في الغراب ؟ 

 
قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب . 

قلت : فما فعلت بقارون ؟  

 
قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز


لتفوز فأنت أحد الرموز . 
 
قلت : فماذا قلت لفرعون ؟  


 
قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر


فسوف يأتيك النصر . 
 
قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟  

 
قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم


وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم . 
 
قلت : فماذا يقتلك ؟  

 
قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي


ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي . 
 
قلت : فما أحب الناس إليك ؟

  
قال : المغنون والشعراء الغاوون


وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون . 
 
قلت : فما أبغض الناس إليك ؟  

 
قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد


وزاهد عابد وكل مجاهد . 
 
قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب


كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !  
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخر المواضيع